دوما تراه ....شخص بسيط الملامح ......هو دوما حزين ....يبتسم ابتسامة باهتة ....فقط ليشعر الاخرين انه سعيد ....يخفى الكثير بداخله .....لا يود البوح بالكثير ....بل هو يعشق الصمت ....يتملكه الخوف من كل من حوله .....لا يتعامل مع احد ....يصحو صباحا ليذهب لعمله وياتى مساء ليجلس فى منزله .....منزل كبير لا يوجد فيه الاهو ....الاضواء خافتة .....الموسيقى حزينة ....( حتى فى احضان الحبايب ...شوك شوك يا قلبى )
حاولت مرارا وتكرارا ان تتحدث معه ولكنه لا يجيب على تحيتك ولا تساؤلاتك ....تظن انه يكرهك وانه شخص فظ ....او ربما لا يجيد التحدث مع الغرباء .....تراقبه وترقب تحركاته ....تجده لا يتحدث مع احد حتى اهله لا يحدثهم .....تظن انه اصم ....
تتحرك امامه عله ينتبه لك ....يمر بجانبك ولا ينظر لك ....تظل تراقبه لتكتشف انه لا ينظر لاحد ....يتعامل فقط مع الاشياء اما الاشخاص فلا وجود لهم فى حياته الا قليلا ....حتى اهله لا يتعامل معهم ....تظن انه اعمى لذا يتعامل مع الاشياء بالاحساس ....تشفق عليه وتدعو له ....وتفكر لو انه فقط يشعر يالاشخاص كمثل شعوره بالاشياء لربما تغيرت حياته كليا .
يشغلك التفكير فيه وفى كل ما يفعل وبكل تحركاته ....تجد حياتك قد تحولت فجأة لتصبح حياته ....ماذا يفعل ولماذا ...اين يذهب ومتى ...كثير من التساؤلات تشغل تفكيرك ....تفكر فى طريقة لتخرجه بها من صمته ....تحاول التحدث ثانيا ولكن دون جدوى ....
تذهب اليه تواجهه بما فيه من عيوب وانك تود ان تعرفه اكثر .....لا يجيب ....ترفع صوتك اكثر واكثر .....ينظر حوله خائفا ....تحاول طمأنته ...يبتعد عنك .....يصرخ لا اريد لا اريد اعشق الصمت ......تحاول التحدث بهدوء ....ولكن لا جدوى
لتجد فى النهاية ان ما يفصل بينك وبينه ما هى الا مرآه وما هو الا انعكاس لك